*****!!*****!!*****!!*****!!*****!!**
هل أخطأ الابن في حق أبيه أم حق نفسه؟
*****!!*****!!*****!!*****!!*****!!**
كنا جيرانا وأصدقاء ، كنت في العاشرة عندما انتقلنا إلى هذا البيت مع أسرتي المكونة من أخي الذي يصغرني بأربعة أعوام ، وأبى وأمي ، وكان صديقي هذا في مثل سني مع أبيه وأمه ، كانت أسرتي شديدة الوئام فيما بينها ، فأبى شديد في غير قسوة ، حنون في غير ضعف ، يهتز لأي موقف إنساني لحد البكاء ، يحب امي حبا شديدا ولا يخجل أن يظهر ذلك أمامنا ، أما أمي فشديدة التعلق بأبي واحترامه ، لا يعلو صوتها بالبيت إلا نادرا ، تم تربيتنا على الاحترام والعطف والتماس الأعذار لكل الناس ، أما صديقي وجاري فكان العكس من ذلك تماما فأمه كانت ذو صوت عال شديدة الصراخ على أبيه في توافه الأمور ، أما أبيه فكان لا يسمع له صوت ، مهما علا صوتها عليه ، يحاول أن يستسمحها حتى لو كانت هي المخطئة ، وكنت بكل صراحة أتعجب من ذلك ، ودار الزمان دورته ، وتخرجنا ، انا وصديقي من كلية الهندسة ، وكتب استمارة للهجرة إلى كندا وتم قبوله ، وعلى الرغم من معارضة أمه وأبيه الشديدة لذلك سافر ، فقد كان يقول لي من قبل : امتى أخلص واهج من هذا البيت الي كله نكد وغم ، فلم أحس بلمسة حنان فيه ، ومضت السنين وتزوج هناك كندية ، ولم يعرف أبيه ولا أمه بذلك إلا عندما ارسل لهم صورة حفيدهم الأول ، وتزوجت انا ثم أخي في نفس البيت فقد بنى أبي لنا في نفس البيت ، ومرت السنين سريعا وماتت أم صديقي وهي في الستون من عمرها ولم يأتي صديقي بحجة المشاغل ؛ ثم تدهورت صحة أبيه وأصيب بالزهايمر وهو في السبعون من عمره ولم يحرك إبنه ساكنا بحجة أنه في طاحونة هناك ؛ وان حياته الأسرية سيئة فقد تركته زوجته بعد سبع سنوات من الزواج ؛ وتركت ابنيه معه ، ومنذ أن طلقها لم يعرف عنها اي شيء ، ورغم كل ذلك لم يفكر في العودة ، حتى بعد أن أخبرته أن أبيه لابد له من رعاية خاصة على الرغم أننا لم نكل به ابدا ، ولكن وقوعه بالحمام آخر مرة جعلنا نفكر أن ندخله دارا للمسنين ، ورغم علمه بكل ذلك رفض أن يأتي بحجة انه لا يستطيع وقال لي أفعل ما تراه مناسبا له فهو مثل أبيك ..... هذا جعلني أتسائل وانا في منتهى الحسرة : من المخطئ هذا الأبن أم أن أسرته لها دور أيضا في ذلك ؟ ؟ ؟؟