أفران (الإنسانية) وحمالة الحطب الأميركية
قضية ورأي
# لميس عودة في 9 تشرين ثاني , 2023 بتوقيت دمشـــق
رغم أطواق النجاة وحبال الإنقاذ من بوارج مدججة بأكثر أجهزة القتل فتكاً التي سارع الغرب المنخرط في جريمة الإبادة الجماعية في غزة لمدها وضخها في شرايين الكيان الوحشي لتلافي احتشائه بهلع المباغتة وصدمة قدرات المقاومة النوعية واستبسال أبطالها في المعركة مع العدو.
وبالرغم من فزعة الغرب الاستعماري المتسارعة لإنعاش كيان غاصب بات يعاني سكرات أفوله المرتقب، وضلوعه الآثم بقتل شعب على مذبح حقوقه وتشبثه بأرضه وانتمائه، ورغم ماكينة الدعاية الغربية كاملة السم العدائي التي لم تهدأ عن بث التضليل مناصرة لذئاب الصهيونية وخداع الرأي العالمي، لم يستطيعوا حجب الحقيقة بغربال التزييف، ولم يتمكنوا من انتشال (إسرائيل) من مأزق تمريغ أنف مؤسستها العسكرية في رمال غزة، والأهم لم يتمكنوا رغم كل النار المصبوبة على رؤوس أهلنا في القطاع المقاوم أن يحسموا معركة اختارت المقاومة توقيتها، وتتحكم بمجرياتها وقيادة دفة إذاقة العدو مرارة الهزيمة، ونسف أوهام أمنه المزعوم، الأمر الذي استشعره كثير من الصهاينة فلاذوا بالهرب، وما إعلان سلطة مطارات الاحتلال عن هروب أكثر من نصف مليون صهيوني خلال شهر إلا إنجاز كبير أحرزته المقاومة بعملياتها النوعية.
أسابيع خمسة ومازالت (إسرائيل) عاجزة عن حسم المعركة رغم ما تم صبه من حمم فوق رؤوس الغزيين ويفوق ثلاثة أضعاف ما ألقي على هيروشيما، مازالت بطولات المقاومة تتصدر الشاشات بأخبار عاجلة ينزل دويها كالصاعقة ليس على الكيان الدموي فحسب بل على الرؤوس الحامية في واشنطن التي(تبارك) المذبحة المرتكبة وتمد لإرهاب (إسرائيل) مداً غير منقطع خشية من خرائط مغايرة لرغبتها بانت ارتساماتها تتضح، على عكس ما لهثت لترسيخه من خرائط مزقها الوجدان العربي والعالمي على اتساع رقعة الإنسانية.
الحرب على غزة حرب أميركا أيضاً التي أدركت أن المشهد العالمي يتغير باتجاه تعددية قطبية تُنفض من خلالها سطوتها المهلكة عن كاهل أمن الدول وسلام شعوبها ومستقبل لا تلوثه واشنطن بألوان الدماء والخراب، وهذا الذعر لحمالة الحطب الأميركية مثبت يؤكده جسر الأسلحة الممدود من واشنطن للعدو لمنع تجفيف بؤر إرهابها التي تتنفس من خلالها إكسير تجبرها.